domingo, 26 de diciembre de 2021

بالخاوية سياسة المغرب الخارجية

 

بالخاوية سياسة المغرب الخارجية

سبتة : مصطفى منيغ

ما يُصرَفُ على تلميع نجاحات سياسة المغرب الخارجية ، تكفي لسَدِّ نفقات الإحتياجات الاجتماعية الداخلية ، وما يفيد التَّطبيل في "بروكسيل" ما دامت عقول الدول الأوربية المُتَّحدة مشحونة بما يخدم مصالحها العليا سمعت لذاك الطنين أم لم تسمع ؟؟؟ ، لن تنحازَ لمفاوضٍ بدرجة وزير قادم من "الرباط" ، وإنَّما للرِّبح المحصَّل لفائدتها بواسطةِ عروضه ، وما تَبِعَت تنفيذه تعليمات ينقلها إليهم بأدبٍ جَمّ ، بل رَدَّتْهُ بأقلِّ ما كانت مستعدَّة تزويده بها ، لو راوغ دبلوماسياً أكثر بتقنية التعامل مع 22 عقلية مندمجة في عقل واحد ، خلاف ما يمثِّله ذاك الموفد المغربي ، مِن طرف عقل واحد يقرِّر ويختار وعليه أي أمرٍ يدور ،  إن فشل أو انتصر لا فرق كما يصدح بذالك نفس المزمار ، المتعوِّد على نفس اللَّحن من زمنٍ بما مضى في مثل الدِّيار لا يتغيَّر ، أوربا المتحدة لا يهمها الصحراء إن كانت مغربية أو غير مغربية  وإنما مَنْ يُسهّل لها الاستفادة  و بأقل سعر تَقْتَنِي به خيرات تلك الأرض المعدنية أو البحرية ، إذن ما يحلو للبعض التطبيل به عن نجاحات سياسة المملكة المغربية انطلاقاً من قلب أوربا "بروكسيل" ، وما يتطلَّب ذاك التطبيل من مصاريف باهظة ، سوى مظاهر زائدة يُستحسن التحفُّظ عليها لأسبابٍ تتعلَّق بالمصائب المتراكمة التي يعيش من ضيقها الدَّاخل المغربي المُعرَّض لازمات لا يُحمد عقباها إن تُرِكت بين يدي الحكومة الحالية ، التي لا تستطيع تسيير العاصمة بأحرَى وطن في حجم المغرب وصاحبه الشعب المغربي العظيم .

... اسبانيا دولة كُبرى مَن يستصغر قيمتها لا يدرك ضعفه من تحقيق حتى أخْذَ رُبع الديمقراطية التي تباشر بها تلك الدولة شؤون مواطنيها ، بل يلعب خارج سِرب الحُكماء وهم يقيّمون بالعلم والمنطق ، الفرق بين الكامل والمتكامل ، الواصل والزاحف للوصول ، المُتحمِّل والمتظاهر بالتحمُّل ، الكثير الفعل والكثير الكلام ، الكبير الحلول المُسبقة وصغير على مشاكل من سنوات طوال  ولا زالت بين عنقه معلّقة .

اسبانيا دولة يحكم شعبها نفسه بنفسه ، لها برلمان يُضرب به المثل في مباشرة مهامه المعتبر إياها مقدّسة ، وأحزاب تعبر عن مبادئها دون خوف من أحد ، تساهم وفق قناعاتها في إثراء الساحة السياسية بما تراه مناسبا لقناعاتىها دون الخضوع لأي ضغط مهما كان مصدره داخلياً أو خارجياً ، ونقابات تشرِّف المنضوين تحت لوائها ، لا تأخذ من الدولة إلاَّ ما يجعلها حرة مستقلة رافعة الرأس ، وهي تدافع عن المهنيين باحترافية توفّر الشروط المُحصَّل بها على الحقوق كاملة .

اسبانيا في توافقها مع المغرب لا تنطلق من فراغ بل تعتمد التعاون مع عقلية أقرب ما تكون لعقليتها الممثلة في سكان شمال المغرب مهما كان انتماؤهم القَبلي أو الخلفية التي اعتمدوها مصدر هويتهم على مدار قرون ، فكان الأقرب لبسط تفاهم يلج بالأطراف المعنية لصيغةٍ تجعل التواصل الإنساني بين قاطني الضفتين متوفر ودائم ، في جعل المنتسبين لنفس الشمال مكلَّفين بإدارة أي حوار يجعل من التضامن الأخوي الأكثر حضوراً في أي اتّفاق مهما كان المجال المتعلّق به ، ما عاشته "سبتة " و"مليلية" من مظاهر الخزي والعار كانت السلطات المغربية سبباً فيه ، كنا شهود عيان ، ما أكثر المرات التي نبهنا إلى مخاطر عائدة بالضرر على المغرب دون سواه وهو يجعل من محيطي "تطوان" و"الناظور" على بُعدٍ صارخ ٍمن أي اهتمام تنموي مُعد لإلحاق شمال المغرب بعد الاستقلال بجنوبه ، ممّا ترك الآلاف من المغاربة يتعاطون مهنة المذلة والانسجام الكلي مع الاحتقار المتجدّد بطرق غير إنسانية يتعرَّضون إليها من طرف الجمارك المغربية قبل الاسبانية بمراحل ، وخاصة في معابر "سبتة" و"بني إنصار" و"فرخانة" ، لتنتشر المفاسد وتعمّ الدعارة ويحلّ عهد تعاطي المخدرات والتكالب على الارتشاء لتدني مستوى التعايش الاجتماعي ويسود منطق القوة القائمة على باطل .

النية في استرجاع المدينتين المحتلّتين بالنسبة لنظام المملكة المغربية تقلص كلما ضمن إبعاد اسبانيا عن الخوض في أمور قد تـُلحق في مرحلة من المراحل الضرر، بما يتمتع به من حكم مطلق يختلف اختلافا لا يمكن لتلك العقلية الأوربية التوصل لفهمه وخاصة في مثل التوقيت والحكومات العالمية تتجه نحو خدمة الشعوب قبل الحكام بما يلاحظ على تلك الشعوب مباشرة وليس ما تشيعه أجهزة الدعاية الرسمية ، اسبانيا كلما اقتربت من الشعب المغربي كلما جلبت لنفسها ما يعرِّض علاقاتها الدبلوماسية إلى مصاعب شتى ، والقضية غير متعلقة بملف الصحراء المغربية على الإطلاق وإنما بما سبق ذكره ، خاصة والمخابرات الاسبانية بين حوزتها الكثير ممَّا يؤكد أن المغرب مقسَّم بين الحاكمين المتعودين من عقود التشبث بما يضمن لهم الثراء الفاحش المتوارث دون تفكير في أي تغيير يوقفهم حتى عند حد مقبول ، وبين محكومين خارج القانون وبعيدا عن حقوق الإنسان ولو في الحد الأدنى ، مسألة منع المحامين من ولوج المحاكم قياما بواجبهم الدفاعي عن حق المظلومين وهم بالملايين من المغاربة ، آخر ما أراد به النظام
أن يبيّن سيطرته  على شعب جريمته الوحيدة أنه صامت لا يريد استعمال العنف ولا ينحدر لمستوى إشعال الفتن لتمزّق صفوفه ضربات مَن لا يفكّر إلاّ  في جعلها شعاراً واحداً " أنا ومن بعدي الطوفان" ، علما أن دولة لا تحترم المحامين  تعلن قربها للإفلاس ، والمغرب لا يستحق إلا أن يراجع هؤلاء الحكام الذين رائحة تصرفاتهم أزكمت أنوف دول العالم والأقرب منهم إليهم أنوف الدولة الاسبانية ، التي  لا يعارض جل مواطنيها مغربية الصحراء ولكن يتعجبون من الطريقة التي يستغلّ الحكام المغاربة هذه القضية لإلهاء الشعب المغربي عن مصير أحوال أبنائه ، المتدحرج يوماً عن يوم إلى مرحلة مِن الصَّعب جداً اجتيازها ، قضية الصحراء منتهية بدوام مغربيتها ، وما الغوغاء المسموع عبر مناطق معينة إلا نتيجة سياسة أراد بها من اعتمدها لإسكات المغاربة المحرومين من سنين حتى لا يطالبون بكل الطرق السلمية المعترف بها دوليا حتى تحقيق ما هو أساسا حقاً شرعيّاً إنسانياً من حقوقهم أحبَّ مَن أحبّ وكرٍه من كره .(للمقال صلة) .

مصطفى منيغ

Mustapha  Mounirh

jueves, 23 de diciembre de 2021

المُتمتِّع (في المغرب) والجائِع

 

المُتمتِّع (في المغرب) والجائِع

سبتة : مصطفى منيغ

بعد انعدام الديمقراطية ، يُشرَع في خنق الحريَّة ، بابتداع وسائل غير قانونية ، جرَّت البعض لإجراءات حكومة تنفيذية ، بواسطة بلاغ يمنع المحامين من ولوج المحاكم بغير "جواز التلقيح" في عمليّة استفزازية ، تؤكد أن المغرب الرسمي متدحرج صوب الهاوية ، البلاغ غير دستوري يشطِّب على اختصاصات برلمانية ، ويضرب عرض الحائط بالحقوق الانسانية ، وبالتالي يقرّب الشروع في إشْعاَلِ فتنةٍ قد تطال مجالات أخرى أساسية ، متضامنة مع قرار وزير التعليم الجائر الذي لا زال يفكِّر بعقلية الداخلية ، التي اشتغَلَ على رأسها في مرحلة تختلف عن الحالية ، ظناً أن المتجاوزين سِنَّ الثلاثين المحرومين من اجتياز مباراة الالتحاق بوظائف التدريس هم من أجناس غير مغربية ، قُذِف بهم من كواكب فضائية ، وهكذا تتجمَّع أحْطاب السلبيات المقصودة من لدن عناصر حكومية ، داخل الساحات السياسية الحزبية  و المهنية النقابية وبالمطلق الجماهيرية ، يكفي عود ثقاب واحد لتتصاعد ألسن الغضب الشعبي العارم تنادي برحيل هذا العبث مصدر تلك السخرية ، برغبة شعب صبر بما فيه الكفاية ، ليحيا كبقية الشعوب المتقدمة ، المتجاوزة ما يحيا ه الشعب المغربي مِن تسلُّطِ مَن ألفوا التحكُّم في الرقاب وكأنهم في ضيعة يتوارثون ملكيتها والناس داخلها مجرَّد قطيع غنم  مُغَفلة ، أو دواب مَقْرُونة مُساقَة نحو أسواق لحجب التصرّف  اللاَّعادي مُغْلَقَة ، منهم مَن يُذبَح حينما يَجرَّد من أبسطِ حقوقه بعدما يُشرَب عرقه في واضحة النهار بشمس فيه مُتوسِّطة ، وفيهم مَن يحمل أثقال مِحَنٍ مسلَّطة عليه بالقوة دون شفقة أو رحمة ، وأصناف أخرى هم في الأصل مِن نفس البشر يَشلّ كرامتهم الذلّ ويقض مضجعهم الركوع والانبطاح وتقبيل الأيادي بلا حياء ممدودة ، ليحيوا كما الضّعف والفقر والتّهميش والإقصاء اتفقوا عليهم ليحيوا في وضعية غير شريفة ، بلا أمل في الحصول داخل مرحلة من مراحل تاريخ هذا الوطن منذ استقلاله إلى الآن ، أن يَحلَّ بينهم ميزان الإصلاح العادل ، يستأصل جذور الفساد ويحاكم المفسدين بما يستحقون ، ما دامت أفعالهم وتصرفاتهم المشينة ، مُدوَّنة في ذاكرة الشعب المغربي العظيم ، الذي وصل غضبه حد الانفجار ، وعلى الحكومة الحالية الانتباه أن سياسة مسح الوعود الانتخابية ، ستكون سبب مسحها قبل انقضاء الخمس سنوات ، لتصبح أوَّل حكومة أطاح بها الشعب في التاريخ ، المغاربة تخطَّوا مقياس الخوف ، وأقوى القوي الجائع ، وهيهات التراجع إن زغردت إحدى حرائر الدواوير وهُنّ كاسحات ميادين المدن يتقدَّمن أزواجهن في نضال بطولي يقلع مَن ظنُّوا أنَّهم في مأمَنٍ مِن القَلْع .

... واجبنا التضامن مع المحامين والوقوف بجانبهم مهما احتاجوا وقوفنا معهم ، هم الطليعة المثقَّفة الدارسة القانون للدفاع بواسطته عن المظلومين وما أكثرهم في المملكة المغربية ، وكل من يمس بهم يمس طليعة الشعب المغربي وهو فوق القانون بالقانون لا كلمة فوقه إلا أمر خالقه ، جزء جد بسيط من هذا الشعب حرَّر المغرب من محتلَّين (اسباني وفرنسي) ليرفع الرأس فيه مَن اللَّحظة يرفع ، جزء جد بسيط من هذا الشعب العظيم حرَّر الصحراء لتعود مغربية كما كانت دوماً ، فما بال البعض إن توحَّد هذا الشعب بكل ملايينه ، ألا يستطيع تحقيق استقلال نفسه بنفسه ، كل القِوى الأمنية المتجمِّعة بعدَّتها وعتادها لن تستطيع إيقاف سكان مدينة واحدة بالأحرى كل المدن وقبلها كل القرى ، فعلى مَن تجبَّر ونسيَ أن أمامه شعب لا يهاب ، متى قرَّر نفَّذ وأصاب ، أن يستيقظ من سباته ويراقب من تسلطوا على تسليط حكومة رغم هزالتها ، لتحمُّل إصدار قرارات لا تعي هي نفسها ماذا تمثل ؟؟؟، وإن كانت في صالح الشعب المغربي العظيم أو لصالح زمرة لا زالت واهمة أنها كل شيء في هذا البلد ؟؟؟.

... ليس هناك من يُعبِّر عن النَّكسة التي أصابت المحامين وكل المغاربة من بعدهم ، الأ هؤلاء الأساتذة الأجلاء وهم يصرِّحون لوسائل الأعلام المحلية والدولية بما أصابهم من ذهول عما ارتكب في حقهم من تجاوز خطير يدقون من جرائه ناقوس الخطر الداهم لتعطيل حقوق الإنسان داخل هذا الوطن .

مصطفى منيغ

Mustapha  Mounirh

miércoles, 22 de diciembre de 2021

المغرب والتغيير القريب

 

المغرب والتغيير القريب

سبتة : مصطفى منيغ

قدَرُ الشَّعب الصَّمت والصَّبر واستبدال فُؤُول الفَرَجِ مهما قَصُر وقتها بطِوَال مشاعر الاكتئاب ، و ضياع أيام العمر المُتسارِعَة  في مثل العصر بِطَرْقِ المسدودة من الأبواب ، عازلة عُبَّاد المصالح الضاربين عرض الحائط بكل صالح الخالين من الأصحاب ، عُزْوَتهم الجماعة الخاصة التابعة للمتبوعة الماسكة الغلط لتفرضه الصَّواب ، خدمة لما يعلوها من جماعة مُشكَّلَة من تقنيين على مصلحة العامة هم الأغراب ، بعدهم تبدأ الطاعة العمياء جَوَازَ مُرُورٍ لولوج طابق أرضيّ محروس بالمدرَّبين حاسة الشمِّ عندهم تفوق ما للكلاب ، وحِدَّة النظر لديهم أقوَى مِن مِنْظَارِ استكشاف الأحجام الصِّعاب ، ووسائل شَلِّ أجساد الدخلاء إن انطلقت من بين أيديهم بسرعة الشِّهاب.

... فَضَاءٌ ساكن بلا ضوضاء، المتحركون داخله لا صوت ينبِّه لوجودهم، إشارات توجِّههم بَعْدَ رنين أجراسٍ تستقدمهم، أقصى ما يتفوَّهون به "حاضر"، بغير استرجاع لماضي أو تطلُّع لمستقبل، منظرهم بلباسهم الأبيض وخطواتهم المضبوطة على إيقاع تسريع الاندفاع مهما كان الاتجاه ، يشبه رقصة باليه رجولي محبوكة الإخراج فوق خشبة معدَّة لاستيعاب سادة وعبيد في موطن نبع القرار ، والإعلان عن الاختيار ، والشروع في بدء أي بدء أو إعطاء أمرٍ يسْدل السِّتار ، ثم تكرار المُكرّر ، مِن أعوامٍ لغاية إقرار القَدَر ، أنَّ الحياةَ فوق الأرض لها نهاية بموعدٍ لا يتقدَّم برمشة عينٍ أو يتأخَّر ، والمُلك ساعتها يكون لله الواحد القهّار.

أرض لها ما تُحسَدُ عليه ، تُنتِجُ من فوقها ما تُطمئِن الأنفس البشرية على استقرارها بفضله ، ومِن تحتها ما يُعتمَدُ كمعدنٍ يسَوَّق لاستخلاص أطنان متجدِّدة سنوياً مِن عملات مالية غير صعبة على قِيمته ، إنها ارض المغرب الغنية عكس فقر شعبه ، معادلة تُمثّل حيفاً جد معروف سببه ، منحدر من خلل التفريق بين حق العدالة الاجتماعية و"باطل" قويّ نفوذه ، مستقل عن القوانين غير معترف بغير المنتسب له ، شكلاً ومضموناً المفروض مَن يقابله ، الانبطاح عن مذلة مشدود لسانه ، الأ عن البوح ب "نعم" وما تحوّله من دلالة تضفي الشرعية لذاك "الباطل" فيحوِّل ما شاء تحويله ، من ذهب المناطق القريبة من مراكش مهما ثقل وزنه ، كشقيقه المستخرج من "أقا" قرب مدينة "تزنيت" لا يُضاهَى بريقه ، مضاف لفضة "إمضير" المميزة نفعا المستخرجة من منجم ذي التاريخ الذي يطول شرحه ، وحديد "الناظور" السّهل قلعه ، وغاسول مدينة "ميسور" السخيّ نبعه ، ورصاص وزنك "ميدلت" المشمولان بعناية المرتاح مقامه ، وكوبالت " ورزازات" المضبوط مصدره ، ونحاس "زاكورة" المتصاعد ثمنه ، و فسفاط "خريبكة" المجهول لدى العامة بالضبط مدخوله ، إلى عشرات من المعادن المجموعة مردودياتها المالية شبه الكاملة لحد ما في جيبي من يصعب صراحة محاسبته .

... تلك جزيّئات من حقائق مَهْمُولَة تخفي تصرفات مَهُولَة لا تُسأَل حتّى الحكومة عنها ، ما دام البرلمان منها وعليها ، مشكَّلة أغلبيته على نفس الرغبة ، الجاعلة من المؤسّستين لا ترقيان لمثل التنقيب لوقوف عملهما عند نقطة معينة لا علاقة لها بخدمة مصالح الشعب المغربي مهما كان المجال .

المسألة أخطر من وباء "كرونا" وافتك، ما دامت تتعلَّق بثروات المغاربة قاطبة، ما تنبته الأرض وما يُستَخرَج من باطنها .

... آن الأوان أن تُترك نفس البقرة المُستولَى على حليبها منذ عقود من طرف نفس "قلة" الظاهر أنها لم تشبع بعد ، بالرغم ممَّا سببته للشعب المغربي من ويلات الحاجة المتجدِّدة والحرمان المؤدّي لتواصُل تسلسل نفس ظروف التقهقر والتصدُّع والانهيار الواسع الانتشار ، بين أغلبية الأسر المغربية ، لا يُعقل بتاتا أن يكون الشعب المغربي أرضه لا ينقصها أي إنتاج متغلِّبٍ على أي احتياج ومعظم أفراده لا يجدون ما يتخلَّصون به عن الفاقة ولُبِّ الفقر ، عكس "قلة" تغتسل بعصير التبذير ، وتتمرَّغ على أرضية مفروشة بالحرير، مغروسة لياليها في صناديق المال الوفير ، لتكديسه في أكياس مموّهة موجهة كسلع عادية صوب التَّصدير ، لبلدان "سويسرا" إحداها ، و"فرنسا" تليها وما بعدها "الولايات المتحدة الأمريكية"، مشرقة شموس نُهُرها عن قطف محصول الكادحين دون علمهم لينتشروا متى شاؤوا مولولين محتجِّين غاضبين ليصطدموا بمن يُسيل ما تبقى من دماءٍ  في أجساد بعض طلائعهم، لتكون النتيجة العودة للصَّمت وحتى "اللهم هذا منكر" تُردّد داخل الصدور بمعدلٍ شرعيٍّ مكرَّر خمس مرات في اليوم .

مصطفى منيغ

domingo, 19 de diciembre de 2021

المغرب من الديمقراطية مُنسَحِب

 

المغرب من الديمقراطية مُنسَحِب

سبتة : مصطفى منيغ

يوم قادم تتجلَّى فيه حقائق تضع النقط على الحروف ، ليصبح ما روجته الأحزاب الثلاث قبل انخراطها في الحكومة الحالية محذوف ، لتندرج في قائمة المحروقين سياسياً المتدحرجة جنب ما للدهر من صروف ،  دون استطاعتها الكرة للبدء حتى من الصفر إذ الشعب المغربي العظيم أصدر قراره المستقبلي بالوقوف ، مانعاً بما يملك من وعيٍ وتجربةٍ التِحاق هؤلاء الثلاث لتدبير شؤونه العامة بأي صف من الصفوف ، حتى تنقطع مثل الممارسات المسجلة عنهم بالدلائل قبل الانتخابات وبعدها الفارزة مثل الظروف ، حيث الفقراء أضيف لهم التهميش وغلاء المعيشة والبطالة والقهر وإذلال بشع لمن أراد منهم الحصول على مصروف ، يقيه من السَّغب ليومٍ لا غد بعده سوى التسكُّع بين طرقات الأحياء الراقية لجمع ما يراه لا زال نافعاً بين الروث مقذوف ، في مناظر المغرب لا يستحقها وله من الخيرات ما يضمن لكافة شعبه الحياة الكريمة المفعمة بالتقدم والازدهار والاستقرار في أمن وسلام دون خوف ، لكن الاستغلال المتوحِّش لمن حسبوها مِلكاً لهم لا غير صنعوا منه مغربان أحدهما مزدحم بالمعتقلات والسجون تتصارع داخل شوارعه المُحَفَّرة كلاب هائمة على وجهها وقطط مهجورة و طيور ريشها منتوف ، والبشر ممّن لا حول لهم ولا قوة لقلة الشغل ملتفين حول ضاربي الدفوف ، تنشط مسامعهم خيبة الأمل فيمن كذبوا عليهم من سياسيي زمن بالانحطاط والتقهقر موصوف ، بمدارس مكتظة بأطفال أغلبيتهم جياع كل ما يرونه حولهم مُكسَّر الكراسي النوافذ الأبواب بمراحيض روائحها تُزكم الأنوف ، بمستشفيات مَن يلجها مُعافياً يخرج منها مريضاً وجودها كعدمها الكشف فيها مهزلة والدواء متلوف ، أما المغرب الثاني قصور وضيعات وشواطئ محروسة ومدارس خاصة وعيادات في المستوى ولغة تفاهم للعامة غير مفهومة ومنتجعات على الطراز العالي وسطها المسموح به كالغير مسموح على بعض نزلائها يطوف ، وملاهي للرذيلة وسهرات يُغتَسَل مع مجونها بالراح في جو من الليالي الملاح عليها مَعْطُوف ، يكتمل بحضور وافدات من عالم الدعارة ، منهن بالكاد جسدها بقطعة شفافة ملفوف ، تقابلها مرفوعة العقل بما تجرعته من صهباء أبي نواس المعروف ، وعاشرة تتلوَّى كأفعى وسط حَلَقَة رقص مزخرفة بأضواء صناعية تبهر بألوانها العيون الجاحظة لذئاب لا يتورعون في العبث بالملايين المسروقة بنفس الأسلوب الشائع المكشوف.

أشياء كثيرة لها ما لها في المغرب بصفة عامة ، إلاَّ الديمقراطية فمنعدمة بالمرة ، وكأنها اقتُلعت من الجذور ، ما يُشاع عنها مجرَّد ادعاءات لا أساس لها من الصحة ، هناك مؤسسات ينظمها دستور 2011 أصبح متجاوزاً يتنافَى ومتطلَّبات الألفية الثالثة ، مِن هذه المؤسسات هناك الحكومة المنزوعة من صلاحيات ، لجعلها مجرَّد جهاز تنفيذ للمطلوب منها تنفيذه ، بلا مناقشة ولا حتى إبداء الرأي ، ممَّا يجعلها في وادي ومصالح الشعب في آخر ، كأنها مترفعة أصبحت عمَّن بفضله فازت بتلك الوضعية السامية في هيكل السلطة داخل الدولة ، وممَّا ينقص من أهميتها الخروج عن حق وزيرها الأول في اقتراح جميع الوزراء ، بتوافق مع الأحزاب المكونة داخلها الأغلبية ، و القبول المفروض عليه بوزراء مختارين خارج نطاقه ، مميَّزين بكونهم وزراء سيادة لا ينتمون لأي حزب سياسي ، وهم العمود الفقري لتلك الحكومة ، ممَّا يجعلها مطوَّقة بنفوذ يفرغ فحوى شطرها المكوَّن من وزراء أحزاب فائزة في انتخابات تشريعية .

هناك تجاوزات في كل الميادين وبخاصة في التعليم والصحة والشؤون الإسلامية هذه الأخيرة المجتهدة في غلق المساجد البالغ عددها أكثر من 2000 مسجد في تصرف غير مسبوق يطال دولة مسلمة للأسف الأشد من الشديد.

مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh


البَهلولِية في الحقائق الأصلية

  البَهْلُولِيَة اليهودية البلجيكية طنجة : مصطفى منيغ ما نَسيتُها أبداً ولن أنساها قَط ، علّمتني كيف أفرح أكنتُ في "البْهَالِيلْ&q...