jueves, 18 de noviembre de 2021

وسط الاستقلال مع الاختلال

وسط الاستقلال مع الاختلال


سبتة : مصطفى منيغ

مسيرة السنين الطويلة التي قطعها (ما يفوق النصف بكثير من) الشعب في هذا البلد منذ استقلاله لم تمكنهم من الوصول حتى  للأدنى من الحقوق كمواطنين مغاربة أبا عن جد ، وهم بناة ما يتراءى منه مهما كانت القرية أو المدينة داخل جغرافية ترابه من الجهات الأربعة بما بذلوه من جهد ، حتى الاستقلال هم الذين حققوه ويكفي الاطلاع على قائمة الشهداء لتجد الحرفي البسيط والاسكافي والفلاح المتواضع وجلهم من الفقراء لا يملكون عشاء ليلة إن توقفوا عما كانوا يلتقطون به رزقهم في الحلال ، بهؤلاء تحرر المغرب وليس بمن نصبُّوا أنفسهم زعماء لا صلة لهم بالكفاح المسلح المشروع الذي خاضه الرجال الأحرار والنساء الحرائر في مناطق متعددة من المغرب ومنها مدينة "الخميسات" حيت روي لي صديقي العزيز  المجاهد "عبد القادر المِيخْ" (على امتداد شهر من الإنصات إليه والتسجيل المباشر لكلامه)عن منبع المقاومة الحقيقية في تلك الديار بإرادة ثلة من الأبطال كالبطل "بلميلودي" وغيره الذين قدَّموا أجسادهم لترسم عليها سياط المستعمرين الفرنسيين شهادات تعذيب رفعت من شأنهم ليتربعوا وسط ميدان الكفاح المسلح الذي عجل برحيل هؤلاء الغزاة مدحورين تاركين الأرض الشريفة لصاحبها الشعب المغربي الشريف . ليست "فاس" وحدها من كانت مهد المطالبين بحق استقلال المغرب قولا وفعلا ، حتى وإن برز فيها من تقدَّم الصفوف في المجال السياسي الأقل تعرضاً لانتقام المستعمرين ، بل أكثر من "فاس" وبمراحل ، اطَّلعت بمثل الواجب الوطني المقدَّس مدن الشمال وقراها بما لعبته من عمليات المواجهة مع احتلالٍ ثاني ، ازدادت شراسته على الاحتلال الفرنسي  ونقصد به الإسباني ، التاريخ لم ينصف  أصحابه حتى الوقت الحاضر ، وخاصة المنتمين منهم لمدن "القصر الكبير" و "العرائش" و "تطوان" ، والقائمة طويلة تتضمَّن الفقراء ولا أحد غيرهم ، وبهذا يكون المغرب قد حصل على استقلاله بواسطة الطبقة الكادحة المظلومة بعده ، المحرومة من مقومات العيش الكريم منذ الستينيات من القرن الماضي إلى الآن .

... جميل أن نتذكَّر لكن الأجمل ذاك الصبر المثالي ونحن نرى بعض أذناب الاستعمارين الفرنسي والإسباني على امتداد المغرب شمالاً وجنوباً وهم يستولون على أسمى المناصب العمومية وأرفعها شأناً داخل أجهزة تنفيذية ليزدادوا قوة وثراء ينعكس جلياً على معاناة المقاومين الحقيقيين ، ومنهم من شعر أنهم انتقلوا من مذلة إلى أخرى أكثر احتقاراً لهم ، وما قدَّموه من تضحيات خرافية ليصلوا إلي ما يجعلهم في اضطراب لدرجة الالتفاف حول فكرة الصعود للجبال كما تم أيضا في "الخميسات" بكل ما يملكونه من مقومات الجهاد الأكبر لِما بعد الجهاد الأصغر ، ولم ينزلوا لممارسة حياتهم الطبيعية إلاَّ بتدخُّل الملك الراحل محمد الخامس الذي قابلهم في قصره بالرباط وهو العالم بما قام به هؤلاء (كغيرهم من عامة الشعب المغربي العظيم) ، ليعود لموطن حكمه  معززاً مُكرّما سالما ، الأجمل كما سبق الذكر الصبر المثالي الذي تحلَّى به الجزء الأكبر من مواطني هذا الوطن المَترُوك بعد اجتياز مرحلة الانتقال من حالة الاستعمار إلى الحرية والاستقلال ، ليسدّ الرَّمق بدقيق  وزيت وسمن من كصدقة مُخصّصة له من طرف الكنيسة المسيحية ، الصدقة التي سمتها إدارة الولايات المتحدة الأمريكية "هدية من الشعب الأمريكي"، الواردة على المغرب بآلاف الأطنان كل شهر خلال أعوام طويلة ، وليتها كانت تُوَزَّعُ على فقراء المغرب بالمجان ، بل أُسِّسَت لتلك المواد الغذائية إدارة رسمية أطلقت عليها اسم "التعاون الوطني" الموكول إليها الإشراف على تشغيل الناس بأجرة عبارة عن كيلوغرامات معدودة من الدقيق وعلبة قصديرية من الزيت وأخرى من السمن، وبهذه العملية تربَّى الآلاف وبخاصة العنصر النِّسوي ، وبعد التعاون الوطني القَرص  المخدِّر الفارض تكميم الأفواه بشكلٍ غريب ، ابتدع الملك الراحل الحسن الثاني فكرة "الإنعاش الو طني" ليُحَوِّل الأجرة من المواد الغذائية إلى مبالغ مالية لا تقدّم ولا تؤخّر ، بل تضع المستفيد (ومن الجنسين) في الوسط بين التمتُّع بوجبة غذائية واحدة في اليوم أو الفناء جوعاً , لتُتوَّج مثل المسيرة العجيبة بما أطلقوا عليه في أمريكا وصدَّروه لبلاد الدرجة الثالثة كالمغرب ، تحت عنوان "التنميَّة البشرية" التي ما حققَّت عمق المشكل المجتمعيّ المُعدم الإمكانات ، المرفوعة حقوقه لأجلٍ غير مٌسمَّى ، ولا أنجزت نفعاً مُدِرّاً للدَّخل يُلبّي حاجيات الحياة التي يطمح إليها فقراء الشعب المغربي قاطبة وما أكثرهم عدداً متزايداً سنة بعد أخرى .  

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

فانُوس إنْطَفَأ في تونس

فانُوس إنْطَفَأ في تونس

سبتة : مصطفى منيغ

مهما حاولَ الرئيس قيص سعيِّد إخفاء عدائه للمغرب لن يَفلَح ، وبإنْجاح الدَّور المزدوج الذي يلعبه في الموضوع لن يفرح ، إذ يكون سبق أي انفراجٍ إن توسَّل بالسَّعي إليه بما جَرَح ، لتلك الروابط الأخوية العريقة من أيام الكفاح ، الذي خاضته تونس كما المغرب خاضه ضد الاستعمار الفرنسي المنتهي بالنصر والفلاح . ليس بالثرثرة المذاعة صورةً وصوتاً المدفوعة الثمن (بهدف الانتشار) لغير المختصِّين التونسيين مَنْ ستُرسِّخه لإنهاء ما في الثورة التونسية ذَبَح ، ولن تقيه من دفع الثمن غالياً مهما بتلك الثرثرة نَبَحَ ، فما كان التكثير من الكلام به المُعتدي على الشرعية ينجَى ويرتاح ، متحدِّياً شعباً نهض ضد الدكتاتورية ليس من أجل خلق دكتاتور داخِل بحر عظمةٍ زائفة مصطنعة تخيَّل بما ارتكبه بدهاء يسبَح ، متصوراً أن فرنسا حاميته من قَوْمَة شعبه حينما يسود الوعي ويكتشف التخطيط الأَقْبَح ، بفتح الباب لمن يموّل قصد استعباد من لهن وجوه المِلاح ، مِن مفسدي الأرض بواسطة استثمارٍ لهم في كل الأحوال يربَح ، ممّن حصدوا من وراء النَّفط ما يدركون به الباحثين عن وهم العظمة لوضعهم تحت نفوذهم في جناح ، يأمرون ما حَسبوه شعباً مغلوباً على أمره بالقليل المقذوف إليه يقبل ويهدأ وبالتالي عن طريق المُعارضة يُزاح ، الصورة واضحة ينعكس منها ما يطمس الفساد بالأفسد منه بما فاح ، من روائح عمالةٍ مجنّدة لتحويل تونس بؤرة توجّه عُشَّاق  الاستحواذ على بعض مداخل إفريقيا لتنفيذ المخطَّط الرهيب استعداداً للهروب من نفوذ ايران الزاحف على مجموع الشرق الأوسط بمشاركة تُركيَّة هنديّة روسيّة صينيَّة ومن معهم لاقتسام المَتروك بالقوَّة يطمح .

الرئيس قيص سعيّد خَبَّرَ جدّية المملكة المغربية وقوتها داخل محيطها مهما كان المجال تشرق عليه خلال الفصول الأربع شمس الصباح ، لتكون قائمة بواجباتها مع مَن لحصوله داخل أرضها على الرزق بنية صافية مهما كانت جنسيته تونسية يكدَح ، في غير حاجة لمد جسور المتدخّلين (ولو بحجة الاستثمار مهما بَلَغَ) في شؤونها الداخلية ومنها الغير مُباح ، سيدة إمكاناتها تبقي دون اللجوء لابتكارات ترسم الثراء كلمات على الورق معروضة ليصرِّح بها كل سياسي يريد في تجمُّع خطابي أن يتبجَّح ، لذا استمرَّ تعاملها مع الواقع بما تملك فقط حفاظاً على هيبتها مهما كان الموقف المهيأ مُسبقاً أو الوارد للتفكير بعد الدراسة كمُقترح ، لم تكن المملكة المغربية في حاجة لتونس إلا اعتباراً لروابط الأخوة وما رأته ذات مرحلة بالمصير المشترك  وما ترتَّب عن ذلك من تقديم المساعدات الرفيعة الجودة المُفعمة بالسخاء ونبل الكرم عن طواعية وانشراح ،  كالمستشفى الذي وفَّرته بكل لوازمه لتونس وأزمة كرونا في ذروة انتشار بلائها الخطير في تلك الدولة وأشياء أخرى كثيرة يضيق المقام على ذكرها جملة وتفصيلا بالعربي الفصيح ، كان الهدف منها إنسانيّ بالدرجة الأولى دون اعتبار لنكران الخير من طرف من يعتبر ذلك كالرئيس التونسي مجرَّد هبوب ريح ،  ولم يُسجَّل على المملكة المغربية التدخُّل في الشؤون الداخلية التونسية مهما حصل منذ الأيام الأولى لحكم الحبيب برقيبة مروراً بحقبة بنعلي وصولا لأيام المرزوقي وبالتالي  فترة قيص سعيّد التي لن تطول بما سببه ولا زال لشرعية بلده من عمق جراح ، الذي بذل أن يقف موقف الحياد ساند بشكل بشع ما تقوم به جمهورية السلطات الجزائية القائمة على زرع الفتن لعجزها عن تدبير أمور الشعب الجزائري  بما يلزم من خدمته الخدمة القويمة المُدركة إخراجه ممّا يعانيه من مشاكل خانقة  آخرها شبح ، شبه المجاعة المقتربة منه يوماً بعد يوم  تهددِّه بأزمة خطيرة غير مسبوقة بغير حل لها مُتاح ، تشهدها دولة تُعدُّ مِن أغنَى الدول في العالم وفق ثرواتها النفطية والغازية الضخمة الرهيبة كما الواقع المعاش يفضح . أجل لجأ الرئيس قيص سعيّد للوقوف خلف الدولة المنبوذة عالميا لتمسُّكها بتصرفات تقضي بتجويع الشعب الجزائري لتمويل جماعة من المرتزقة الراغبين في تمكين الجزائر الرسمية ممن ممر تطل به على المحيط الأطلسي مهما كان الثمن  للمستحيل ينطح، والعالم يعلم أن التربُّع على سحب السماء أهون من تحقيق ذاك المراد الشيطاني بامتياز لا يحتاج لأدنى شَرح ، فما كان على ذاك الرئيس التونسي أن يقحم نفسه في مثل الورطة وهو لا زال في حرب من صنف غريب مع شعبه بعد انقلابه الأغرب من الغريب على الشرعية الدستورية ليتربَّع على كرسي الحكم المطلق بغير موجب حق بمساندة أربعة دول أجنبية ثلاثة منها عربية كما شاع لدى المتتبعين لمثل الحدث المنتهي بانتصار الشعب التونسي  الذي رفع نداء "هيا على الكفاح" ، انطلاقاً من مدينة "عقارب" بهدف مقاومة وجود "مزبلة" التي سلّط قيص سعيّد قوة أمنه القمعية ليحتفظ بها حتى يكون من ضمن المقذوفين وسطها مهزوما مكسور الجناح .

مصطفى منيغ

 

نالِيدِي بَانْدُورْ في "تِنْدُوفْ" تَدُور

نالِيدِي بَانْدُورْ في "تِنْدُوفْ" تَدُور

سبتة : مصطفى منيغ

ناليدي باندورْ وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب إفريقيا ، حلَّت بمدينة "تندوف - الجزائرية" حالياً عاصمة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التخريبية الخرافية الوهمية العُظمى ، حيث استُقبلت من أخيها .. بل شقيقها .. با نظيرها وزير خارجية تلك الدُّوَيْلَةِ القائمة وسط دولة الجزائر وليس خارجها ، محمد سالم ولد السالك المحاط لتضخيم المنظر بأقرانه في التسوِّل الدولي وتبييض وجوه المرتزقة أحباب الجزائر الرسمية التي دشَّنت عهد قرب نهاية سيطرتها على الشعب الجزائري العظيم ، بفرار أربعة من جنرالات الجيش الشعبي الجزائري على مثن طائرة في اتجاه جزيرة "مالطا"، وما سيتمخَّض إثر ذلك من بروز ما ظل مستتراً ، يخصُّ تلك المؤسسة العسكرية المغلوبة على أمرها ، القابلة الآن على إدراك ما فاتها والعودة للتضامن المُطلق مع الشعب الحاكم الحقيقي الأول والأخير لها ، في هذه الظروف الحالكة التي تحياها الدولة الجزائرية المحروم شعبها حتى من البطاطس ، إن لم نقل من مقومات الحياة الطبيعية الكريمة ، جاءت تلك الزيارة بمثابة تكملة لشساعة دور المسخرة التي تبني جزائر اليوم عليه لمزيد من مظاهر العداء للمملكة المغربية ، التي ما همَّها ما صرَّحت به تلك الوزيرة إذ العالم متمكن من موقف جنوب إفريقيا التي أعادت فشل طموح زعامتها للقارة الإفريقية للمغرب ، بما حقَّقه في أكثر من مجال صناعي حيوي ، وأيضاً لتغطيته العديد من احتياجات جل الدول الأفريقية من مواد مفعمة بالجودة والأمان ، ممّا أشعل نيران الحسد المتجسِّد  مواقف مبطنة بالعداء مهما حضرت داخل محافل إقليمية أو دولية ، لكن المملكة المغربية واثقة من خطواتها عاملة على تحصين حقوقها بقوانين قادرة على مواجهة من يخطِّط لإلحاق الضَّرر بها ، تلك الزيارة لوزيرة أرادت إضافة ما يؤكِّد انعدام برنامجها الحكومي بأكمله ، عما يمهِّد لتغليب السلام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى المسترجعة لما يخصُّها وبالطرق  السلمية ، كالمغرب الذي حرَّر أراضيه الجنوبية بالمسيرة الخضراء المظفرة ، فلو كانت الوزيرة المذكورة استمعت بإمعانٍ شديدٍ مُستوْعِبٍ للحقائق الثابتة ، المُقام عليها مواقف الدول العاقلة المحترِمة نفسها، لو استمعت فعلا بتلك الدقَّة المطلوبة ، لخطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ذاك الحدث التاريخي العظيم يوم 6 نوفمبر من السنة الحالية ، لألغت تلك الزيارة أساساً فابتعدت للجلوس في "تندوف" مع جماعة إرهابية تشتغل لصالح سيدتها السلطة الجزائرية ، من أجل زعزعة استقرار المملكة المغربية ، بل لفكَّرت في تحويل تلك الزيارة لمدينة "العيون" ، طبعاً السلطات المغربية المختصَّة ما كانت لتمانع ، حتى  تتمكَّن تلك الوزيرة من الاطلاع المباشر على انجازات المغرب فوق أرضه الصحراوية ، لترجع إلى جنوب إفريقيا وهي مصمِّمة أن الحق مع المغرب وليس مع سواه أصلاً ، على كلٍّ لتزور تلك الوزيرة الجنوب افريقية ما تشاء من مرات ،  وأن يوفد الرئيس الجنوب إفريقي "سيريل راما فوسا" ما يريد من وزراء حكومته إلي تندوف ، لتحرِيض البوليساريو ، كما تفعل الجزائر الرسمية بالضبط ، فلن يعير المغرب لذلك أي اهتمامٍ لانشغاله بأمورٍ تخصُّ مستقبله ومستقبل شعبه الموحَّد كأرضه وفوق أرضه ، من مدينة "فِجِيجْ" ومجالاتها الأربعة إلى الكْوِيرَة .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

مصَائِر حكام الجزائر

 

مصَائِر حكام الجزائر

سبتة : مصطفى منيغ

سفِينَة النظام توسَّطَت أعالِي بِحار التوتُّر، ليشعر ربانها أنها وصلت حَدَّ الخَتْمِ المَجْبُور، إن قاومَ الحاصل بالبقاء على كُرسي قيادتها عجَّل بإغراقها لتُستأصَلَ من الجذور ، وفي ذلك زوال ما كان باقياً من أمل العودة للظهور، بما قد تستقدم من إغاثةٍ تُجيب صرخة التوبة المستسلمة للرُّضوخ  كما طالبها حق الجوار من أربعين سنة خلَت أبحرت خلالها وصولاً لمثل الواقع المقهور ، لا حَيٍّزاً ترسُو فوقه ولا ترحيبا مهما اتجه خبر ورطتها الحالية عبر المعمور ، الحلُّ الوحيد المطلوب انجازه في توقيتٍ مَنْظُور ، أن ينُطَّ لتتلقّفَه عدالة الشعب الجزائري تحاسبه عن اختراقه المَحْظُور ، في السير بباخرة ذاك النظام الجزائري في اتجاه معكوسٍ آخره في الظلام مغمور ، بهدفِ إخفاء المُرتَكَب مِن إفسادٍ للفساد غير المهجور ، المسيطر على الوسط الحكومي وأطراف المؤسسات العمومية وكل مجال تابع لها من رأسه جوراً مجرور.

... مِن حقِّ الشعب الجزائري وخاصة في عهد الرئيس الحالي أن يثور، مادام لا يتقن شيئا غير التحريض ضد سلام وأمن المغرب الفائز بالثبات وبالتعقل منصور ، ترافقه المبالغة في الحقد واستخراج ما يغلي في صدره من نقائص الغرور ، هدية الطبيعة للنفوس الضعيفة والضمير المعطّل عن وظيفته مَن بالغلّ مَدْحُور ، يحترق لضعفه حتى في التعبير بينما المغرب بما حققه من نماء مسرور ، يعلن الانتقام من المغرب  في الصباح كرئيس للدولة الجزائرية وفي المساء يتحوّل لمرتعش إن كان الإعلان يرجع صوبه ضربات الصقور، يعلم ومَن جَعلوه رئيساً للواجهة أن المملكة المغربية مجهزة الآونة بما تسحق بها مَن لقَّبوا أنفسهم بأشد الصخور ، وقد وفرّت لشعبها المغربي ما تمتلئ به الأسواق على طول البلاد وعرضها من مواد غذائية على امتداد السنة بغير أزمة فتور، في ظل استقرار وأمن واطمئنان وتضامن اجتماعي بين الأمصار مشكور، أما الجزائر وعلى الشعب فيها أن يدرك هذا أن سلاح الجيش الشعبي جله في بعض الأصناف مصبوغ لابتياعه كاستعمال ثاني لتضخيم المستفاد ممَّا هو ملك للشعب مَبتُور ، الذاهب بالعملة الصعبة للمعروفة أسماؤهم من القادة العسكريين على قلتهم سرهم مكشوف ، وصولاً للأسواقِ الفارغة من نصف المطلوب مما يُشعر بمقدم ما يشبه مجاعة تتلف حتى في العسكر معظم الصفوف ، فبما جزائر الرئيس الحالي وجنرالاته ستحارب أبأصحاب البطون الخاوية والجبهة الداخلية  الساخطة وبما في أحلام المَمْعُود مقذوف ؟؟؟ ، فالأفضل أن يصمت ذاك الرئيس وليتعلَّم أبجدية سياسة رؤساء الدول وهم يتحدثون إلى شعبهم قبل الشعوب الأخرى عن السلام ونشر الود والوئام وما يُفرح في قرى دولهم كالمدن آلاف الأُلُوف ، بل أن يغِيب عن الساحة فمنظره لا يختلف عن ديكٍ ريشه منتوف ، ليتعلَّم حتى وهو يتحدث بالعامية الجزائرية كيفية النطق السليم بالحروف ، أما الفرنسية خير له الابتعاد عنها لأنه عن قواعدها بغيرها لسانه ملفوف ، لم يجد هذه المرة إلا اتهام المغرب باغتيال ثلاثة مواطنين جزائريين بواسطة قذائف مصدرها سلاح متطوِّر صًوّبَ فوهته نحو شاحنتين وهما يعبران الطريق الفاصلة بين "ورقلة" و"نواكشوط" في المبهم من الظروف ، حتى موريتانيا كذبت مثل الإدعاء بل نصحت التدقيق في مثل التصريحات ذات الأبعاد القاصدة زرع الشكوك والفتن وما عاب من تخطيط للَّحظة غير معروف ، الجيش المغربي أكبر من ذلك بمراحل لن يغدر بأحد ولن يكون من أي قوة في العالم مغدور ، له من الأخلاق العسكرية ما يفرق بها مهما كانت المسافات بين الأهداف بما يتوفَّر عليه من إمكانات آلية وأذمغة بشرية ما تأخر في العلم أو تقدّم لها مألوف ، كل شبر مِن وطنه محرم على أقدامِ مفتعلي مبررات إشعال حروب وهؤلاء الذين ساقتهم الثرثرة لإشغال انتباه الثائرين عليهم وحكمهم كل جمعة حتى الموعد الذي لا ينفع فيه لا تردد ولا خوف ، إذ إرادة الشعب الجزائري بكل أطيافه الموقَّرة جاعلة حَداً لخزعبلات من يسيطر على حاضره بما يجعل مستقبله مُفعماً بعناقٍ صادقٍ مخلص لشقيقه الشعب المغربي العظيم المحبّ للسلام والتعايش التام مع جيرانه إلى يوم النشور.  

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

البُرهان على انتصار القائد البُرهان

 

البُرهان على انتصار القائد البُرهان

سبتة : مصطفى منيغ

ظلَّ تابعاً لمن ظَنَّه مُستأمَناً على مستقبله حاكماً مدنياً و عسكريا لكل السودان ، مرة خاضعاً للمملكة المتحدة وله معها ما يُرْوَى عنهما من زمان ، وأخرى مع الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الصولة والصولجان ، وتارة ثالثة مع إسرائيل فرّاً وكرّاً عساه يحصل منها على أيّ كان ، يجعل منه في سياسة القفز على الحبال دون الاستقرار فيها على حال ذاك "السُّوبِرْمَان" ، متناسياً جارته المباشرة جمهورية مصر العربية معتقداً أن تاريخ الروابط العريقة بينهما لم تعد غير مشاعر حنان ، لا شأن لها بتطور أرادات بعض بلدان ، تنفرد بذاتها مستحوذة على كفتيّ ميزان ، تزن بهما انعزالاً عن ماضي مَثَّلَ لديها حقبة الكيان المُهان ، وانسجاماً (من غير حدود مشتركة) مع الدَّافع بسخاءٍ أكبر مقابل حيازة أية مكانة في السودان قبل أي مكان .

...بقي مُقيّدا بهاجس الاستيلاء على القوتين المدنية والعسكرية ليتربَّع بينهما يقوده لسان ، ناطق بالانجليزية قادم من غرب الأطلسي للاستيلاء في شرق إفريقيا على أضخم وأخصب بستان ، وإن حصل ذلك على أرض الواقع سيكون للأسف الشديد بأبخس الأثمان إن لم نقل بالمجان .

... التحوُّل عن الطريق القويم يفسِد الاتجاه أساساً ويستأصل الوصول من جذوره بفتح المجال لأسوأ تيهان ، بالنسبة لمن أراد استبدال قرار سيادة وطن ، بمنافع وقتية غير ثابتة مرجعها تقاسم الأصلي مع الدخيل المُمَثَّل في الأمريكان ، مِن خلال تخطيط الاستحواذ بأسهل السَّاهل على أراضي الغير مهما كان لها عبر العالم أهم عنوان ، لتعوّضَها خصاص المستقبل بتأثير شح المصادر الطبيعية (الواردة لا محالة آجلا أو عاجلا) من طعام للبشر والحيوان ، والسودان لمثل الضروريات الغذائية في القارة الإفريقية أضخم خزَّان ، لو ضُبِطت الأمور وتُرِكت تلك البلاد الواسعة الأطراف تدير نفسها بنفسها وإبعاد مَن يُكنُّون لها العداء ويتفنَّنون في إظهار ذاتهم أنهم لها أفضل أعوان ، التنافس بين المتحالفتين إنجلترا وأمريكا أضحى في شبه المحسوم مادام المُطاح به "حمدوك" مواطن انجليزي مُلزَم بالسجود للعلم البريطاني والطاعة السرية كالعلنية لا فرق لكل ما تتَّسم به تلك الدولة الأوربية من قيم سياسية وثقافة حياة تختلف كلية عن السودان دولة وأمة وشجرة مجد لها في عزة النفس والكرامة والشرف أفنان ، ورصيد تاريخي مَن يتجاهله لا يقيم لأصول الحضارة الانسانية أية قيمة من بداية البداية المعروفة لدى أعقل العقلاء إلى الآن ، وحالما المتنافستان حركتا مهرجان المؤسسات الحقوقية التابعة لهما لترويج النغمة "إياها" برز القائد عبد الفتاح البرهان في أغرب موقف المانح لهما معاً معنى أخذ الأمور الداخلية بحكمة وتبصّر وقمة في التحضُّر في  راحة مطلقة وبالغ اطمئنان ، وهو يصرِّح في اجتماع علني متاح لوسائل الإعلام الوطنية والمعتمدة أن رئيس الوزراء المُطاح به ليس معتقلاً ولا محبوساً داخل زنزانة في حراسة أشرس سجّان ، بل موجود عنده في البيت ضيفاً مُعززا مُكرَّما تضمه وإياه جلسات لتبادل حوارات يشملها الاحترام المتبادل بين أقرب الخلان ، بل ويضيف عن إجرائه غير المسبوق ذاك ما يوضِّح المحافظة عليه من شرور مَن كانوا يعارضونه بأفعالهم وتصرفاتهم مِن بضع وزراء والمحسوبين المؤيدين له وهم على أبعادٍ أحرى تستهدف إغراق السودان في مشاكل وانقسامات و استمرار أقصى الأحزان ، بالتأكيد جمَّدت الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ 700 مليون دولار  التي وعدت بمنحها لمساعدة السودان على اجتياز المرحلة الانتقالية كمقدمة للتدخُّل المرحلي لبسط المزيد من نفوذها كالعادة في مثل الفرص السانحة المُستَغَلَّة في نواحي متعددة في العالم ومنذ زمان ، لكن السودان أكبر من تلك المِنح المغلَّفة بالطمع الملفوف بالتلهُّف على وضع صاحبته الخطوة الأولي لتتلوها خطوات حتى تتمكَّن مِن ضرب عصفورين بحجرٍ واحد الامتداد بما لها وما عليها في طول وعرض ذاك البلد البديل لكل نزوح مستقبلي هرباً من وضعية كارثية سيعرفها العالم المتقدِّم وقريبا سيعرضه لأسود خذلان ، ثم حرمان روسيا من التوصُّل باتفاق مع الحاكم الجديد لسودان الغد قصد بناء قاعدة عسكرية لها وبأي ثمن . فيما سبق وما سيلحق يكمن البرهان على نجاح عبد الفتاح البرهان .   

     مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضميرالعالمي لحقوق الانسان في

سيدني - أستراليا

كتاب طبطبة الأحزاب

  كتاب طبطبة الأحزاب تطوان : مصطفى منيغ دكاكين مختصة بعضها في تجارة السياسة الحزبية ، سلع شاخت داخلها تتصاعد منها روائح رطوبة تبعد أنو...