sábado, 15 de enero de 2022

تونس حاضر محبوس

 

تونس حاضر محبوس

سبتة مصطفى منيغ

ما دمنا نتقاسم الانتساب لنفس القارة  الإفريقية يهمنا ما يقع في تونس ، التي أصبح الشعب فيها يعاني عدم الاستقرار وما يحوم حوله من بؤس ، اثر انقلاب غريب مُعزز بمساندة خارجية لا زال الكتمان الشديد فارضاً عدم الدخول في تفاصيلها ، ليبقى مَن قفز للاستحواذ على جميع السُّلط متوِّجا نفسه ملكاً غير شرعيّ ، بطرق أقرب ما تكون عائدة للعصور الخوالي ، حيث الحاكم لا كلمة فوق كلمته ولا قرار بعد قراره ، الكل أمامه مجرَّد عبيد أو جواري ، قد يتصوَّر ذاك الرئيس العالم بالقانون الدستوري يضع مقامه ، انه أجبر من اتخذهم بين يديه ، وسائل التحرّك مستريحا بعيدا عن أي تشويش سياسي ، بضمان دخول المخابرات الفرنسية على الخط تحسباً لأي خسارة كالتي رافقتها من مدة غير قصيرة أخرها في دولة مالي ، حيث تسرَّبت روسيا لتلتفَّ من ناحية حول ليبيا ، ومِن أخرى الولوج لمرافقة الجزائر تنفيذاً لمخطط الوقوف لإفشال التواجد الأمريكي المراهن على بسط نفوذه على كامل القارة السمراء ، لكن وبلغة الواقع وجدت فرنسا نفسها أمام المشاركة في لعبة قد تلهيها عن ملفات مرتبطة آنيا وتاريخياً بها حفاظاً على هيبتها كدولة عٌظمى ، ملف أكرانيا وموقف روسيا من عدم التحاق الأخيرة بحلف الناتو تحت أي اعتبار ، وملف لبنان الجاعل الحل النهائي من الصعوبة بمكان خاصة وإيران عازمة مهما قدمت من ثمن الحفاظ عمَّا أسسته في جنوب تلك الدولة البعيدة ما تكون عن اجتياز محنتها ، بتدخل المملكة السعودية وما فرضته من شروط لن تتحقّق إلا بحرب شاملة قد تندلع في أي فترة لا تجد فرنسا أي مناص إلاّ الابتعاد عنها ، ابتعاداً مبنياً على أسس ما يغلي داخلها من تحوُّل جماهيري ، بارز لا محالة مع نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة .

تونس مهما حارب رئيسها الحالي على كل الجبهات تبقى أكبر منه عازمة على استرجاع ما سبق وحققته ثورتها المباركة ، ولن ترضى ان يكون رئيسها السابق السيد المرزوقي لقمة سهلة يتلذذ بمضغها من تمسكن حتى تمكن مرتكبا الخطأ الفادح وقد نسى أن تونس لا شيء يوقفها الأ ما يرضيها ويحترم كرامتها ويوقر شعبها العظيم ويذوب في خدمتها الخدمة المطلوبة منه بعيدا عن أي تدخل أجنبي مهما كان مصدر انتسابه ، السيد المرزوقي سيظل ذاك المناضل النظيف كان مسؤولا منتخبا ، أو بعيداً عن أي سلطة بالانتخاب أيضا ، فقبل الانسحاب بهدوء لغاية وقوفه على ما جرى يجر تونس لضياع وقت مؤثر على نمائها إن توقَّف،  بسبب عملية الرئيس الحالي المكلَّف من سواه كي يغامر بقيادتها والى الهاوية للأسف الشديد .

البرلمان لولا التدخل المفرط لقوى وُضعت رهن إشارة الانقلاب الغريب لاستطاع بزعامة كل مقوماته أن يتغلب على أي أسلوب قد يعطل أشغاله ، لكن السيد الغنوشي لم يضع في حسبانه أن رئيس الدولة المنتخب مثله يتحين الفرصة للانقضاض على ما جعله الأوحد في الميدان رئيسا لكل شيء وفق مَسعَى  أعداء  الاسلام وبالتالي أعداء العلمانية وضميرها الديمقراطية ، لخلق نظام جديد ينطلق من تونس يجعل من القوة الذاتية الدين الجديد مَن اعتنقه حقَّ له المشاركة للاستمرار تحت طائلة شروط معينة ، ومَن عارض سيكون مصيره غير محمود بالمرة ، مِن وراء ذلك "الماسونية" المُتحوّرة"،

التي كان من المفروض أن تُشيِّد أكبر معبد لها في العالم، فوق ارض دولة عربية مسلمة، لولا حصول ما حصل ليتأجل المشروع لتوقيتٍ مُعيَّن.

 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

Mustapha  Mounirh

المغرب من الديمقراطية مُنسَحِب

 

المغرب من الديمقراطية مُنسَحِب

سبتة : مصطفى منيغ

يوم قادم تتجلَّى فيه حقائق تضع النقط على الحروف ، ليصبح ما روجته الأحزاب الثلاث قبل انخراطها في الحكومة الحالية محذوف ، لتندرج في قائمة المحروقين سياسياً المتدحرجة جنب ما للدهر من صروف ،  دون استطاعتها الكرة للبدء حتى من الصفر إذ الشعب المغربي العظيم أصدر قراره المستقبلي بالوقوف ، مانعاً بما يملك من وعيٍ وتجربةٍ التِحاق هؤلاء الثلاث لتدبير شؤونه العامة بأي صف من الصفوف ، حتى تنقطع مثل الممارسات المسجلة عنهم بالدلائل قبل الانتخابات وبعدها الفارزة مثل الظروف ، حيث الفقراء أضيف لهم التهميش وغلاء المعيشة والبطالة والقهر وإذلال بشع لمن أراد منهم الحصول على مصروف ، يقيه من السَّغب ليومٍ لا غد بعده سوى التسكُّع بين طرقات الأحياء الراقية لجمع ما يراه لا زال نافعاً بين الروث مقذوف ، في مناظر المغرب لا يستحقها وله من الخيرات ما يضمن لكافة شعبه الحياة الكريمة المفعمة بالتقدم والازدهار والاستقرار في أمن وسلام دون خوف ، لكن الاستغلال المتوحِّش لمن حسبوها مِلكاً لهم لا غير صنعوا منه مغربان أحدهما مزدحم بالمعتقلات والسجون تتصارع داخل شوارعه المُحَفَّرة كلاب هائمة على وجهها وقطط مهجورة و طيور ريشها منتوف ، والبشر ممّن لا حول لهم ولا قوة لقلة الشغل ملتفين حول ضاربي الدفوف ، تنشط مسامعهم خيبة الأمل فيمن كذبوا عليهم من سياسيي زمن بالانحطاط والتقهقر موصوف ، بمدارس مكتظة بأطفال أغلبيتهم جياع كل ما يرونه حولهم مُكسَّر الكراسي النوافذ الأبواب بمراحيض روائحها تُزكم الأنوف ، بمستشفيات مَن يلجها مُعافياً يخرج منها مريضاً وجودها كعدمها الكشف فيها مهزلة والدواء متلوف ، أما المغرب الثاني قصور وضيعات وشواطئ محروسة ومدارس خاصة وعيادات في المستوى ولغة تفاهم للعامة غير مفهومة ومنتجعات على الطراز العالي وسطها المسموح به كالغير مسموح على بعض نزلائها يطوف ، وملاهي للرذيلة وسهرات يُغتَسَل مع مجونها بالراح في جو من الليالي الملاح عليها مَعْطُوف ، يكتمل بحضور وافدات من عالم الدعارة ، منهن بالكاد جسدها بقطعة شفافة ملفوف ، تقابلها مرفوعة العقل بما تجرعته من صهباء أبي نواس المعروف ، وعاشرة تتلوَّى كأفعى وسط حَلَقَة رقص مزخرفة بأضواء صناعية تبهر بألوانها العيون الجاحظة لذئاب لا يتورعون في العبث بالملايين المسروقة بنفس الأسلوب الشائع المكشوف.

أشياء كثيرة لها ما لها في المغرب بصفة عامة ، إلاَّ الديمقراطية فمنعدمة بالمرة ، وكأنها اقتُلعت من الجذور ، ما يُشاع عنها مجرَّد ادعاءات لا أساس لها من الصحة ، هناك مؤسسات ينظمها دستور 2011 أصبح متجاوزاً يتنافَى ومتطلَّبات الألفية الثالثة ، مِن هذه المؤسسات هناك الحكومة المنزوعة من صلاحيات ، لجعلها مجرَّد جهاز تنفيذ للمطلوب منها تنفيذه ، بلا مناقشة ولا حتى إبداء الرأي ، ممَّا يجعلها في وادي ومصالح الشعب في آخر ، كأنها مترفعة أصبحت عمَّن بفضله فازت بتلك الوضعية السامية في هيكل السلطة داخل الدولة ، وممَّا ينقص من أهميتها الخروج عن حق وزيرها الأول في اقتراح جميع الوزراء ، بتوافق مع الأحزاب المكونة داخلها الأغلبية ، و القبول المفروض عليه بوزراء مختارين خارج نطاقه ، مميَّزين بكونهم وزراء سيادة لا ينتمون لأي حزب سياسي ، وهم العمود الفقري لتلك الحكومة ، ممَّا يجعلها مطوَّقة بنفوذ يفرغ فحوى شطرها المكوَّن من وزراء أحزاب فائزة في انتخابات تشريعية .

هناك تجاوزات في كل الميادين وبخاصة في التعليم والصحة والشؤون الإسلامية هذه الأخيرة المجتهدة في غلق المساجد البالغ عددها أكثر من 2000 مسجد في تصرف غير مسبوق يطال دولة مسلمة للأسف الأشد من الشديد.

مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh

الفساد في المغرب يزداد

الفساد في المغرب يزداد

سبتة : مصطفى منيغ

من عشرين سنة والفساد مرحلة بعد أخرى يتجدَّد ، ليبلغَ الآونة وما بعدها مِن أيام أوْجَ حَد ، ناشداً التقدُّم بهذه الدولة إلى الخلف غير مُكتفي مهما مخطَّطه امْتد ، جاعلاً من أيّ خيمة  للإصلاح تُقَام بغير أوتاد ، تَدخُّل بسيط مِن حُرَّاس استمراره يُسقِطها عن عِناد ، ما داموا بالفساد يُقَدَّم لمقاماتهم الرفيعة لبَّ الحصاد ، فيكون المستقبل لهم في بلاد غير هذه البلاد ، كما برمجوا دون اكتراث لساعة قادمة مع فجرٍ قدّره الأحَد الصَّمد ، يتم فيها استئصال مَن للمفاسد ابتدعَ ورسمَ وأمَرَ ونَفّذ .

الفساد شيمة عصر ملأ حياة جل أبناء المغرب بالغَمِّ والهَمِّ والنَّكَد ، منتقلين خلاله إلى استقلالٍ مَنْقوصٍ ما رَضِيَ به أحَد ، بُنِيَ على مُسايرة موروث استعماريّ عن قصد مُعتَمَد ، كامرأتين أجنبيتين إحداهما اسبانية والأخرى فرنسية  قبل رحيلهما خلَّفتا فريقين من الأولاد ، مُدرّبين على مواصلة العمل لفائدة "مدريد" و"باريس" بمباركة بعض أعيان البلد ، المنتفعين قبل بروز مقاومة الفقراء وفيما بعد ، حيث اختلطوا مستغلين فوضى الاستحواذ ، بطرقٍ حلزونية على المناصب الكبرى عبر ادعائهم فضل تحقيق النصر والسؤدد ، وما كانوا غير مقربين لخطة تجعل منهم طليعة أوفياء لحكام العاصمتين المذكورتين مهما طال بهم الأمد ، فاقتسموا تدبير الواجهة ليجعلوا الداخل يعجّ بانتشار الجهل والفقر والمرض وعِللٍ أخرى بغير عَد ، كلما برز مناضل يطالب بحق الشعب كان مصيره ما يغطيه اللّحد ، القائمة لا زالت مُستَرسلة متخذة الدم بدل المِداد ، في تدوين ما ظهر منها وما طواها النسيان من أسماء هؤلاء الرّجال الأفذاذ ، الذين بما بذلوا من تضحيات ضمن الشعب المغربي العظيم بقاء هيبته وسمو وقفته لتغيير ما يستوجب التغيير كلما أراد ، والتاريخ كثيرة تلك المواقف المحفوظة بين صفحاته المشرقة بالأمجاد ، لم يستطع تمزيقها حتى المحسوبين على جامعي (للإستفزاز) كل عتاد .

الفساد تضخَّم في المملكة المغربية ليفرّق بين العباد ، أغلبية مُسلّط عليها الخضوع لرغبة كل صيّاد ، الجاعل من صمتها صنارة لاستخراج ما يُصَدّر لاقتناء ما لها عاد ، بعد صباح وعيٍ عامٍ بضربة استرجاع حقّ ضاع منذ  أشدّ عهد ، موسوم باحتقار مَن ساد ، لكل إنسان مصنّف عنده كأحقر عبد ، وأقلّية لها في بعض الاتجاهات أعلى المناصب وفي ميادين معيّنة أهم الحقائب ولا يهم ما تزرعه من مصائب إذ الكل مُرتّب ليظل حالها ذاك المراد ، يطول ومهما وصل لنقطة يُضَخّ بما يؤهلها للامتداد .

الفساد جعل الصحة قبل كرونا وبعدها صفر على الشمال بشكل يؤلم لدى كل مواطن مغربي الفؤاد ، والتعليم الأساسي بإجراء غير دستوري للعبث مال مِن طرف مَن بترخيص خاص مُزًوَّد ، وعدالة اجتماعية منَغَّصة الحال والمآل محكوم عليها بالغياب المؤبد ، وحكومة ثلاثية الأحزاب المكونة من أعداء الأمس واليوم هم أحباب بتعليمات مَن لا يُرَّد لهم طلب بين ليلة وضحاها المَحفور يُعَبَّد ، تنأَى عن اهتمامات غالبية الشعب المكتوية بنار ارتفاع الأسعار والبطالة وكل باب في وجهها سده من سَدّ ، تماشياً مع سرعة تلحقه لمنتهي الخمس سنوات حتى يتنفَّس يوماً يكرِّس نفس اللُّعبة حيال مَن تصوَّرهم قطعان أغنام ووحده فيهم الأسد .

الفساد ازدحام على منافذ الفرار براً وبحراً وجواً لمن نُبِّهوا أن الشكوك تحوم حولهم وربما فأتتهم الفرصة انطلاقاً من الغد ، إذ الغضب الشعبي زاحف صوب أوكارٍ منها جماعات محلية حوَّلها بعض الرؤساء لغار "علي بابا" محتوياته مواد ، تكفي كانت لإنعاش أحياء بصيانة المُشَيّد ، ذات يوم من طرف صاحب نظيف اليد ، ممثل السلف الصالح كأحد الأحفاد ، لجيل حارب الاحتلال فانتصر لكنه انهزم آخر المطاف لإقحام المفسدين في محاربته خدام الفساد ، المنتشر بين أنواعٍ من  المعاملات والخدمات بمباركة مَن إذا شبعوا مكَّنوا أقاربهم ليشبعوا بدورهم وهكذا دوالَيك إلى أن يستيقظ مَن يستيقظ في المملكة المغربية مِن أحرار العِباد .  

 مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

Mustapha  Mounirh

 

المَخْزَن مَا يُخَزِّن وما خَزَّنَ

 

               المَخْزَن مَا يُخَزِّن وما خَزَّنَ

سبتة : مصطفى منيغ

توجهان بَرزا مهما كان المجال سياسياً ثقافياً اقتصادياً وحتى دينياً خلال السنة المنصرمة مُستَرسلان لما بعدها ، بين "المخزَن" والشعب الأول يسعَى لعودة ما قبل دستور 2011 والثاني يتطلَّع لما يحرره مِن قيودٍ باتت بين قوسين أو أدنى تعصف باستقرار المملكة المغربية واستفحالٍ أكثر لأحوالها . تَوجُّه "المخزَن" لا يُراعي التطوُّر المنطقيّ المفروض التعامل معه كحقيقةٍ لا غِنَى عنها وواقعٍ يُرسِّخ عملياً (أحَبَّ مَن أحَبّ وكره مَن كرهَ) وجودها ، ذاك التطوَّر الملموس بانجازات تُنهي استفادة طرفٍ بطرق قد تكون غير مشروعة دون أطراف تشارك الإقامة الشَّرعيَّة فوق نفس الجغرافية الحاملة مسؤولية بقاء  ذات الدولة بما فيها ، التطوّر المكشوف به وما حوله حسابات الإنتاج الوطني ومَدَى تأثير صرف مردودياته على مصالح الشعب المُطاع مهما كان أمره الصادر لتحقيق رفاهيته حالياً ومستقبلاً مادام صاحب الزَّرع والمزروع مشمِّراً على عزم إرادته وصولاً لاكتفاءٍ ذاتي يتعالى مؤشر وفرته سنوياً بشفافية  مُطلقة تُبلِّغ الخبر اليقين عنها ، لكل العقول المغربية المعنيَّة بوسائل إعلامية لا تركع لأحد في أداء مهامها ، كالتَّواصل بكل مقوماته المبني علي المعلومات الصادقة الحاصلة مباشرة عليها ، كواجب مِهنيّ وليس مِنّة من أحد قائمة آنذاك بمسؤوليتها .

لا نترجِم هنا كلمة "المخزن" بالمفهوم الذي قامت عليه انطلاقاً من القرن السادس عشر ، ولكن بما يحلوا لمن تخلَّوا عن التاريخ الأصلي للمغرب وانشغلوا بما فرضته عليهم "الحداثة " ونظرياتها ، لنواجههم بتوضيح الواضح ، والتشبُّث بالموقف الصريح  اعتمادا على حريَّةٍ تليق بهم وبها ، تُقرِّب الأوصاف عن الوضعية الموصوفة بشفافية لا خوف ممَّا تُظهره اقتلاعاً من الجوهر لغاية سطحها ، فإذا كانت الكلمة في تلك الأيام الغابرة تقصد ما كان يدخل مِن أراضي وخدَّامٍ تحت سلطة السلطان ، وفيما عدا ذلك له كلمة خاصة تدعو "السِّيبَة" بالعامية المغربية أو التسيّب بالعربية مهما كانت رقعتها.

الآن لا بأس من تحويل "المخزن" إلى كيانٍ يشمل العناوين (المقدَّسة) الثلاث المتجمِّعة في سلطان واحد كمشرفٍ مباشرٍ محوري أساسي لنظام مُتحكِّمٍ بالمُطلق في شؤون المملكة المغربية مهما تباينت ميادينها ، وتشعَّبت اختصاصات مؤسساتها ، وبهذا يكون الشعب المغربي دون شعوب الأرض قاطبة مَحكوم بثلاث رؤساء دولة في واحد تتوحَّد فيه السُّلط جميعها ، الدينية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية بكل ما لها ، المسؤول الأوحد عن كل مُتَحرٍّك أو ساكنٍ فوق التٌّراب المغربي ، أمير للمؤمنين و ملك رئيس الدولة بالمعنى الحديث ، ورئيس المجلس الحكومي بالفعل ، ولكل واحدة من  المهام السامية المذكورة مؤسسة قائمة الذات تباشر اختصاصات متباينة الواحدة عن الأخرى دون الدخول في تفاصيل استثنائية ومنها العديد من المجالس الاستشارية ، بمصاريف مالية تُؤخَذ من الشعب كضرائب ملزم قانونا بدفعها .

...من الوهلة الأولى يبدو جلياً أن مثل النظام لا يحتاج لديمقراطية ليمارس شؤون تدبير الحكم ، اللهم إن ظلت شعاراً خاضعاً للاختفاء تارة والظهور وفق ظروف  لها علاقة بمناسبات تدعو لتزيين الرؤية من بعيد ، يدخل في إطارها ما الموجود من أحزاب سياسية ونقابات عمالية ، لبعضها  إتقان الصراخ خلال فاتح ماي من كل سنة ، ولبعضها الآخر ميزة التحرك إبان موسم الانتخابات ، للحصول على الدعم المالي بالمليارات من الدراهم لتغطية الحملات الدعائية وتنظيم المهرجانات الخطابية المتضمنة إشاعة البرامج التي غالباً لا يهتم بها أحد ، لذلك ظهر دكاء جل المغاربة في الابتعاد عن سياسة الأحزاب التي تتمخض عنها حكومات على قياس رغبة النظام ، لا أساس لها من الإعراب في تغيير أي شيء أو تحمُّل أي مسؤولية من أي حجم كانت ، مكلفة بتصريف الأشغال ، والسهر على تطبيق التعليمات تطبيقا حرفيا ، والتوقيع على المطالبة بتوقيعه كإجراء يساير القوانين المعمول بها رسميا ، كما جرى في مسألة التطبيع مع إسرائيل دون رغبة الشعب في ذلك ، وما يجري حالياً في مواضيع مثل الإجراء الذي يحرِّم على البالعين أكثر من 30 سنة المشاركة في أي مباراة يلج الناجحين فيها لوظائف التدريس بالتعليم العمومي ، وكذا الدورية التي كادت تنهي استقلالية القضاء كما عبَّر عن ذلك ألاف  المحامين والمحاميات عبر مجموع التراب الوطني . (للمثال صلة) 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

Mustapha  Mounirh

كتاب طبطبة الأحزاب

  كتاب طبطبة الأحزاب تطوان : مصطفى منيغ دكاكين مختصة بعضها في تجارة السياسة الحزبية ، سلع شاخت داخلها تتصاعد منها روائح رطوبة تبعد أنو...